تريند سبورت : غوارديولا يهدد بمغادرة مانشستر سيتي.. ولكن!
تريند سبورت : غوارديولا يهدد بمغادرة مانشستر سيتي.. ولكن!
حقق مانشستر سيتي بقيادة بيب غوارديولا انتصارًا واحدًا من آخر 11 مباراة في كل البطولات، ليتراجع بطل إنجلترا آخر 4 مواسم إلى المركز الخامس في سلم البريميرليغ، والترتيب الـ20 في مجموعات دوري أبطال أوروبا.
دون استهلال واستنزاف حروف في ديباجة مطولة، يعيش بيب أسوأ فترات حياته على الإطلاق، سواء كلاعب أو مدرب، فالإرث الذي دأب على تنظيمه طوال السنوات الـ9 الماضية في ملعب “الاتحاد” بات مهددًا بالانهيار.
مرارة أيام غوارديولا الحالية طالت كل جوانبه الشخصية، فبعيدًا عن الوهن الفني والتكتيكي لفريق مانشستر سيتي، يعيش المدرب الإسباني فترة حالكة نفسيًا وذهنيًا، وبات متخبطًا مضطربًا، وهذا يتضح من مجرد النظر إلى وجهه العبوس.
ما مدى احتمال مغادرة غوارديولا مانشستر سيتي؟
عقب الهزيمة الكارثية في الدقائق الأخيرة أمام مانشستر يونايتد في الديربي قبل أيام، قال غوارديولا للصحافة: “أنا لست بخير، أنا المسؤول هنا وحاولت إيجاد حلول لكنني أخفقت”. ثم شدد حسبما نقلته ديلي ميل: “إن شعرت أنني المشكلة فسأرحل، إن استمررنا في تلقي الخسارات، سأقول لكم يا رفاق يجب أن يأتي شخص آخر بدلًا مني”.
لقد حمل هذا التصريح تهديدًا بأن بيب سيستسلم في مرحلة ما ويرفع الراية البيضاء، إذ يبدو أن التقني الإسباني يدور في دائرة مفرغة منذ أكثر من شهر، نفس الأخطاء ونفس الأداء المخيب وكأن المباريات تعيد نفسها.
مع أن سيتي يمتلك المقومات البشرية والمادية للنهوض مجددًا والركض في مسبار التنافس، لكن من غير المحتمل أن يحدث هذا سريعًا، فاللاعبون كما المدرب، يشعرون ببعض اليأس والانهزامية ويحتاجون وقتًا للتعافي.
في الحقيقة، يحظى بيب بتقدير هيكل إدارة مانشستر سيتي، فهو صانع تاريخ النادي الحديث، ومن غير المرجح مطلقًا أن تتم إقالته لسبب أو لآخر، لذلك فإن الانفصال بينهما سيكون بقرار شخصي من المدرب نفسه.
حالة واحدة ستجبر غوارديولا على التنحي، وهي أن يواصل مسلسل السقوط المدوي في الفترة المقبلة، حينها سيقرر هو بنفسه الرحيل، ودعونا نستذكر تصريحه قبل أسابيع: “لا أريد البقاء في هذا المكان إن شعرت أنني المشكلة”.
عندما تصبح الحلول هي المشكلة!
كما قال غوارديولا، فإنه دأب طيلة الأسابيع الماضية على إيجاد حلول للخروج من عنق الزجاجة، لكنه فشل في نهاية المطاف، وعند النظر بتمعن إلى هذه الحلول التي توصل لها، يمكننا التأكيد بأنها المشكلة في حد ذاتها.
نعم، حلول غوارديولا هي سبب مشكلاته المتكررة مؤخرًا، فالمدرب الأصلع ما زال متشبثًا بنفس أفكاره وفلسفته القائمة على بناء الهجمة من عند حارس المرمى في أخطر أماكن الملعب، ما يسمح للخصوم بقطع الكرة والتسجيل.
منذ بدية نوفمبر/ تشرين الثاني، استقبلت شباك مانشستر سيتي 12 هدفًا نتيجة أخطاء في الثلث الأول من الملعب، هذه الأخطاء نتجت من اللعب بالنار بالكرة بالقرب من المرمى، ومع ذلك لم يتعظ بيب وواصل على نفس منواله.
بدا أن لاعبي خط الوسط لم يوفروا الحماية المطلوبة للخط الخلفي، وبالتأكيد لغياب رودري دور واضح في ذلك، لكن الدور الأكبر للاعبي الفريق السماوي أنفسهم الذين بدوا متساهلين في عملية الضغط ومزاحمة الخصوم في الوسط.
بيب ألمح في تصريح الشهر الماضي أنه مستعد لتقديم نفس المستويات السابقة واكتساح الجميع، لكن بشرط أن يستعيد لاعبيه، وقصد بالحديث رودري ودي بروين ودياز وبقية نجومه المصابين، والوقت فقط بإمكانه إثبات مزاعمه.
في الحقيقة لا يبدو غوارديولا كمن يستسلم بسهولة، فبينما يمر الفريق بخسائر متتالية، أعلن عن تجديد عقده مع النادي، وعقب الهزيمة المريرة في الديربي قال إنه لا يستطيع النوم، ولا يمكنه تخيل فكرة الرحيل الآن، لأنه يريد القتال والعودة من جديد.
هذه المعطيات تشير إلى أن تهديد بيب (53 عامًا) بالرحيل ربما شكلي فقط، ونبع من هاجس نفسي لينتابه شعور بأنه مرغوب فيه من إدارة النادي، أما من ناحية المغادرة، فمن المستبعد أن يترك عمله ناقصًا في منتصف الموسم ويرحل.