تريند سبورت : تحليل | برشلونة حسمها بـ “التريفيلا” ولاعب يتهاوى من لاماسيا
تريند سبورت : تحليل | برشلونة حسمها بـ “التريفيلا” ولاعب يتهاوى من لاماسيا
عاد برشلونة بانتصار كبير من جزيرة مايوركا وذلك بعدما أمطر مضيفه بخمسة أهداف مقابل هدف، في المباراة التي جرت بين الفريقين ضمن الجولة الـ19 من الدوري الإسباني.
ونجح البرسا في تحقيق الفوز بفضل هدفين من رافينيا وهدف من كلٍ من فيران توريس وفرينكي دي يونغ وباو فيكتور مقابل هدف لأصحاب الأرض عبر فيدات موريكي، لينجح البلوغرانا في حصد النقاط الثلاثة التي حافظ بها على الصدارة في مأمن لحين إشعار آخر.
هدف يرسم المباراة والتأثير النفسي للتسلل
الشوط الأول كان مغلقًا أكثر من الثاني، ورغم ذلك فإنه حفل بالكثير من الفرص للفريقين بعضها لم يجد الطريق لاحتسابه بعدما أجهد لاعبو الفريقين حكام التسلل في رفع رايتهم سواء من البرسا الذين نصبوا مصيدة التسلل أو من لاعبي مايوركا الذين وقعوا فيها.
الشوط الأول رُسم من الهدف الذي جاء من خطأ فادح لدفاع مايوركا لينجح فيران توريس، ومنذ هذه اللحظة تحول برشلونة ليكون هو الفريق الذي يلعب على المرتدات خلف دفاعات مايوركا بينما كان أصحاب الأرض الأكثر سعيًا للضغط والوصول عبر هجمات منظمة لكن كثيرًا من هجماتهم تكسّرت تحت مصيدة التسلل، وإن كانت إحداها نجحت بالفعل في كسر مصيدة التسلل رغم إشارة حكم الراية بغير ذلك، ولو نجح لاعبو مايوركا في استغلال تلك الهجمة لاحتساب الفار الهدف لعدم تسلل موريكي في الإعادة.
وسواء نجحت مصيدة تسلل برشلونة أو فشلت، فإن التفسير النفسي لتلك المصيدة واضح جدًا في خلق زخم مستمر للمنافس وشعور بأنه قريب من التسجيل خاصة إن كان هذا المنافس فريقا أقل قدرة وقوة وشهرة من البرسا.
فإن كانت مصيدة التسلل تؤثر بالسلب والإحباط على منافس كريال مدريد كما حدث في الكلاسيكو، فكل لقطة يصل فيها لاعبو مايوركا فيها لمرمى برشلونة حتى مع إطلاق الصافرة معلنة التسلل، فإن تلك اللقطة تزيد من التفاعل الجماهيري وتخلق نوعا من الندية غير المطلوبة لنادي كبرشلونة من المفترض أنه يسعى في مثل هذا النوع من اللقاءات لتصدير شعور بفارق القوة بين الطرفين، أي أنه حتى عندما يفشل المنافس في ضرب مصيدة التسلل فإنه على أقل تقدير يستفيد من استمرار هذا الشعور العام بأنه قريب ما يمنع أي نوع من أنواع الاستسلام في صفوفه.
على كلٍ فإن مايوركا نجح في مبتغاه في ضرب جديد لمصيدة التسلل نجح فيه بابلو مافيو في الهروب منها بل وحتى كان سامو كوستا الذي تفادى التدخل كان هو الآخر في وضعية سليمة، لينقض الظهير الأرجنتيني تجاه الكرة ويمنحها هدية لفيدات موريكي للتسجيل.
فرص مهدرة من برشلونة وأبرز مميزات يامال
الحديث هنا ليس عن فرص أمام المرمى للتسجيل، بل عن لاعبين يهدرون الفرص التي يمنحها إياهم هانز فليك. بغض النظر عن الهدف الذي سجله فإن فيران توريس لم يستغل اشتراكه أساسيًا بالشكل المطلوب، لكن المشكلة الكبرى اليوم تمثلت في بالدي الذي كانت كل الظروف مهيأة له لتقديم مباراة جيدة بفضل المساحات الضخمة التي حصل عليها جراء تحرك رافينيا المستمر للداخل ليكتفي ظهير البرسا بالتمرير إما بشكل صحيح روتيني أو بشكل خاطئ من الأساس بينما غابت عرضياته وغابت مراوغاته وكأنه لاعب آخر غير الذي كنا نشاهده قبل إصابته طويلة الأمد. هل هو لاعب آخر يتهاوى من لاماسيا بعد الإصابة كما كان الحال مع أنسو فاتي حتى الآن؟ دعونا ننتظر ونرى.
بينما كان هناك لاعب آخر يصنع الفارق كما هي العادة وهو لامين يامال. المميز فعلًا في جناح برشلونة الأيمن ليس مراوغاته بل الحقيقة أن أهم ما يميز يافع البرسا هي تمريراته وعرضياته.
دقة عالية جدًا في التمرير تلك التي يتميز بها أفضل لاعب شاب في العالم لعام 2024 حسب فرانس فوتبول. إجادته للعب الكرة بوجه القدم الخارجي (أو كما يُطلق عليها اللاتينيون لفظة “تريفيلا”) هو أمر يستحق الإعجاب. فإن كانت الأولى الرائعة التي حسمت المباراة بهدف رافينيا الثالث مبهرة جدًا، فإن الثانية التي مررها لباو فيكتور في لقطة الهدف الرابع هي مدهشة حقًا، فالكرة كانت تحت أقدامه ومن الصعب جدًا أن يرسلها بهذه الطريقة مع عدم امتلاكه الوقت والمساحة الكافيين، لكنه فعلها.
تشكيلة ذكية وبدلاء مؤثرون
التشكيلة التي خاض بها هانز فليك المباراة كانت ذكية وتعي بالضبط ما كان عليه الفريق في مباراة لاس بالماس. فالأداء الذي قدمه غافي كان يقضي بالضرورة عدم اشتراكه منذ البداية، كما كان وجود داني أولمو ضروريًا بعد عدم تقديم فيرمين لوبيز لما هو لازم، لكن الواقع يقول إن أولمو نفسه لم يقدم الأداء المنتظر منه بالشكل الأمثل رغم أنه لم يكن سيئًا.
ومع إدخار ليفاندوفسكي لكنه بحضوره تحسبًا للاحتياج له، كان البدلاء الآخرون يمنحون برشلونة ما هو مطلوب بعدما سجل باو فيكتور وفرينكي دي يونغ الذي كان المدرب الألماني ذكيًا من جديد في اختيار مركزه في المباراة بعدما كان عاملًا سلبيًا جدًا على الشكل الدفاعي لوسط برشلونة في أكثر من مباراة فقرر فليك أن يُشركه كصانع ألعاب رقم 10 بدلًا من تقديم بيدري إلى هذا المكان وإشراك دي يونغ في خط الوسط في قرار موفق من مدرب بايرن ميونخ الأسبق.
بشكل عام كان برشلونة يحتاج لهذا الفوز بأي طريقة. كانت المباراة في خطر لفترة طويلة لكن عندما حُسمت كانت أمطار الأهداف تتهاطل على جزيرة مايوركا مُعلنة محافظة برشلونة على الصدارة لجولة أخرى.