تريند سبورت : تحليل | الأهلي واجه “تشافي وإنيستا”.. فيمَ كان يفكر كولر؟
تريند سبورت : تحليل | الأهلي واجه “تشافي وإنيستا”.. فيمَ كان يفكر كولر؟
ضرب الأهلي موعدًا مع غريمه التقليدي الزمالك في نهائي كأس السوبر المصري وذلك بعدما اجتاز عقبة سيراميكا كليوباترا بالفوز بهدفين مقابل هدف، في المباراة التي جرت بين الفريقين على ملعب محمد بن زايد بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي.
سجل هدفي الأهلي لاعب واحد هو طاهر محمد طاهر الذي أحرز أسرع هدف في تاريخ البطولة برأسيته في الثانية الحادية عشرة ثم سجل هدف الفوز في الدقيقة (56)، وما بينهما تمكن فخري لاكاي من تسجيل هدف التعادل لسيراميكا في الوقت المحتسب بدلًا من الضائع من الشوط الأول.
الأهلي.. تشكيلة غريبة وهدف صاعق
دخل المدير الفني للأهلي مارسيل كولر بتشكيلة مفاجئة بعدما أجلس أكثر من عنصر أساسي على دكة الاحتياط، حيث أراح المدرب السويسري مروان عطية القادم من معسكر منتخب مصر وكذلك فعل مع وسام أبو علي العائد من معسكر منتخب فلسطين، كما لم يبدأ حسين الشحات ليلعب مكانه إمام عاشور في مركز الجناح وهو المركز الذي لم يلعب فيه بشكل صريح منذ أن قرر مدرب الزمالك آنذاك باتريس كارتيرون تغيير مركزه من جناح إلى لاعب وسط.
لكن هذا لم يمنع الأهلي من تسجيل هدف الافتتاح بعد 11 ثانية، والطريف أن ركلة البداية كانت من سيراميكا لكن سلسلة من الأخطاء الكارثية لوسط ودفاع الفريق تسببت في خطورة كبيرة قبل أن يكمل محمد بسام اللقطة بتردد غريب في الخروج للكرة، لينقض طاهر محمد ويضع الكرة برأسه بطريقة تشبه قليلًا هدف عمرو زكي في مرمى الأهلي في نهائي شهير لكأس مصر بين الزمالك والأهلي عام 2007.
الهدف كان صاعقًا في توقيته لكنه لم يكن صاعقًا لسيراميكا لفترة طويلة قبل أن يستعيد توازنه ويتحول ليكون الطرف الأفضل في أغلب فترات اللقاء إلا قليلًا، فإن كان كولر أراح بعض لاعبيه المهمين من أجل النهائي، فمباراة اليوم كان الأهلي معرّضًا جدًا فيها ألا يصل للنهائي من الأساس.
تشافي وإنيستا!
قدّم سيراميكا مستوى ممتازًا هجوميًا خلال اللقاء وتفوق وسيطر على خط الوسط بشكل كبير وذلك بفضل مستويات استثنائية من أحمد قندوسي وأحمد بلحاج. الثنائي الجزائري والمغربي نجحا في منح فريق أيمن الرمادي التفوق التام في منتصف الملعب وفشل أكرم توفيق ومحمد مجدي أفشة وكريم نيدفيد في إيقافهما، فقد كان التفاهم بينهما مثيرًا للإعجاب وكأننا نشاهد تشافي وإنيستا يلعبان معًا!
مستوى قندوسي تحديدًا يجعلك تتساءل عن سر عدم إعطائه الفرصة بشكلٍ كافٍ من جانب كولر في الوقت الذي يقدم فيه لاعب الوسط الجزائري مستوى أفضل من كل لاعبي وسط العملاق الأحمر، ليضيع المدرب السويسري على النادي الأحمر فرصة الاستفادة من لاعب مميز فعلًا.
مشكلة سيراميكا الوحيدة كانت في جناحيه زلاكا وإسلام عيسى، فكلاهما غير قادر على أن يكون أكثر تركيزًا عندما تسنح الفرصة للتسديد فتجده يتباطأ أو يسدد دون توجيه، أما عندما تسنح الفرصة للعرضية فإن المراوغة غير المجدية تصير فكرة لا فكاك منها في رأس أحدهما، خاصة زلاكا الذي أضاع أكثر من فرصة أعادت للأذهان فرصة هائلة أضاعها مع فريقه السابق بيراميدز أمام الأهلي في مباراة حاسمة بالموسم الماضي من الدوري المصري، بينما يذكرك أداؤه وطريقة لعبه بشكل عام بمحمد عنتر بما فيها من عشوائية واضحة.
رغم ذلك تمكن سيراميكا من تسجيل هدف التعادل بعدما واصل دفاع الأهلي تقديم مستوى سيئ، لتصل الكرة إلى فخري لاكاي فسدد في مرمى مصطفى شوبير الذي أنقذ كرة ثانية خطيرة من زلاكا ليزداد غضب جماهير الأهلي التي طالبت لاعبيها وقت الخروج للاستراحة بمزيد من العمل.
إمام عاشور وشعارات السوشيال ميديا!
صحيح أن إمام عاشور لم يلعب في مركزه اليوم إلا أن هذا ليس عذرًا لهذا الأداء الضعيف جدًا الذي قدمه. إمام خسر أغلب الكرات التي وصلته والحديث هنا عن 19 مرة فقد فيها الكرة ليس بتمريرة خاطئة أو بعرضية لم تصل لهدفها بل أغلب تلك الكرات خسرها إمام عاشور في التحامات مشتركة.
ويثير المردود الضعيف لإمام الحديث عن الشعارات التي تملأ وسائل التواصل الاجتماعي دون تفكير. فإمام لاعب يمتلك موهبة كبيرة، لكن حلاقته لشعره عقب مباراة السوبر الأفريقي لم يكن يعني شيئًا دون أداء جيد في الملعب. في الحقيقة فإن قصات شعر إمام لم تكن هي أصلًا المشكلة لكن أحدهم قرر أن هناك علاقة!
يضاف إلى سوء مستوى إمام عاشور هو غرابة قرار مارسيل كولر أصلًا بإشراكه في مركز الجناح، فإن كان كولر يسعى لإراحة بعض لاعبيه لمباراة الزمالك في النهائي، فإن تغيير مركز إمام عاشور لم يكن يتماشى مع تلك الفكرة، بل ربما كان يجدر به وضع محمد مجدي أفشة على الطرف الأيسر ليدخل في العمق باستمرار ووقتها يمكن نقل إمام عاشور بتحركات مفاجئ أكثر لدفاعات سيراميكا بدلًا من كل هذا الركض المكشوف لنجم الأهلي والذي أسفر عن خسارته للكثير من “الأكتاف القانونية”.
مصطفى شوبير يثبت أقدامه
لم يُختبر مصطفى شوبير بفرص هائلة رغم أفضلية سيراميكا الواضحة فقد كانت أغلب تسديداتهم خارج الخشبات الثلاثة، لكن في كل كرة وصلته تقريبًا كان مصطفى شوبير يقوم بما عليه، وإن شئت الدقة يقوم بما لم يعد يقوم به الشناوي أحيانًا.
يمتاز شوبير عن الشناوي كذلك بإجادته اللعب بقدمه بشكل أفضل. صحيح أنه ما زال بحاجة للتحسين لكنه يمتلك الهدوء اللازم للتحسن في هذا الصدد.
على الأرجح سيتفق الجميع على أن شوبير ثبت أقدامه التي كان بالفعل قد زرعها بمستواه الممتاز في الموسم الماضي من دوري أبطال أفريقيا والفرص الهائلة التي تصدى لها آنذاك، وسيكون عليه تقديم مستوى مميز آخر أمام الزمالك لينهي النقاش في الوقت الحالي حول الأجدر بحراسة مرمى الأهلي.
الخلاصة
العملاق الأحمر ليس في أفضل حالاته. حتى عندما اشترك المزيد من الأساسيين في الشوط الثاني حدث تحسن مؤقت قبل أن يعود سيراميكا ليكون خطيرًا من جديد دون قدرة على إيقاف هذا المد من بطل كأس الرابطة.
بطل الدوري كان أقل فنيًا وبدنيًا، وصحيح أنه كان أقل رغبة وقتالية من لاعبي الزمالك في السوبر الأفريقي كذلك إلا أن تلك النظرية على صحتها تخفي سوءًا فنيًا كذلك في مستوى الفريق، لكن هذا لا يعني شيئًا قبل نهائي السوبر المصري أمام الزمالك، فالأخير هو الآخر لم يقدم أفضل مستوياته أمام بيراميدز والديربي دائمًا ما يكون له حسابات أخرى خاصة وإن وُضع في الحسبان راحة بعض لاعبي الأهلي الأساسيين بينما استهلك الزمالك أساسييه المتاحين في كامل التسعين دقيقة أمام بيراميدز.